يحتفل العرب هذا العام بعيد الأم بعد مرور عام على ثورات الربيع العربي التي منحت الفرصة لوسائل الإعلام لتسليط الأضواء على عائلات رؤساء عرب خلعتهم شعوبهم بعدما كانت موضوعات بهذه الخصوصية من الأمور المحرم الحديث عنها.
والمثير أن في بلد مثل مصر كشفت الصحافة المصرية عن قضية نفقة أقامتها والدة الرئيس السابق حسني مبارك ضد الأخير لعدم إنفاقه عليها في مفاجأة كبرى، وهو ما فتح باب التساؤلات عن تأثير العلاقة بين الأم والابن، خصوصا عندما يتحول الأخير إلى قائد سياسي أو ديكتاتور في بعض الأحيان.
العلاقة بين الرئيس وأمه لها أهمية خاصة بحسب الكاتب الأمريكى دويج وياد المؤرخ الرئاسى ومؤلف كتاب "أمهات الرؤساء" الذى حقق مبيعات كبيرة عام 2008، والذي قال فى مقابلة له على قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إن جميع الرؤساء هم "أبناء لأمهاتهم" موضحا أن الأمهات تعطى إرشادات الزعامة وحب السلطة لأبنائهن وهذا ما يساعدهم على التحول إلى زعماء سياسيين ولكنه لا يعني بالضرورة إيمانهم بالديموقراطية والرأي الأخر.
نعيمة إبراهيم
نعيمة إبراهيم والدة الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، فلاحة فى قرية كفر مصليحة بمحافظة المنوفية في ريف مصر، لم تتلقَّ أي قدر من التعليم، فقط حاولت أن تجتهد بمهارات الفلاحة المصرية، لتوفر لأولادها قوت يومهم دون أن تشعرهم بالحاجة أو الفقر، شأنها شأن جميع الأمهات، لم يكن لها حلم في الحياة، إلا أن يكون أولادها أحسن حالاً منها، وشاركت زوجها "السيد إبراهيم مبارك" الحاجب بإحدى المحاكم حلمه في أن يتبوأ أولادها الخمسة (محمد وفوزي وعصام وسامية وسامي) وظائف كبيرة.
ووفقا لما نشره الكاتب محمد الباز فإن "أم مبارك كانت في حياته وكأنها لم تكن على الإطلاق، لم يكن يودها، وقد تجمدت العلاقة بينه وبينها منذ كان طالبًا في الكلية الحربية، إذ تردَّد عليها مرة كل ثلاثة شهور، ولم تكن الزيارة تستغرق إلا عدة ساعات يعود بعدها إلى كليته، وكأنه لا يريد أن يركن إليها أو يستمد منها العون".
ماتت والدة مبارك في 22 نوفمبر من عام 1978، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية، أقام مبارك ليلة عزاء واحدة لوالدته، على أن يتلق العزاء تلغرافيًّا على قصر عابدين حيث كان يعمل، واقتصر العزاء على الرجال فقط.
وفى الحوارات الصحفية تحاشى مبارك الحديث عن أمه عندما تتطرق الأسئلة إلى حياته الشخصية، وهو ما كان يتم تفسيره حينها بأن الرئيس لا يرغب فى الحديث عن ذاته وأنه مترفع عن مثل هذه الأمور لكن المفاجأة جاءت عندما كشفت صحيفة "الفجر" المصرية عن قضية نفقة تعود إلى تاريخ الرابع من آيار\ مايو 1960 وأقامتها نعيمة إبراهيم ضد نجلها الذى كان يعمل نقيباً بالقوات الجوية حينذاك بعد أن رفض الإنفاق عليها.
وجاء موضوع الدعوى وفقا لما نشرته "الفجر" كالتالى "مطالبة والدة المعلن إليه وقد توفى والده المرحوم، السيد إبراهيم مبارك في غضون هذا العام تاركاً لها معاشاً يسيراً، وتاركاً لها أربعة أشقاء للمعلن إليه ولما كان هذا المعاش اليسير لا تستطيع معه الطالبة سداد احتياجات أشقائه ومواجهة ظروف الحياة ، وبالرغم من مطالبتها له بالطرق الودية بالمساعدة في الإنفاق على أشقائه إلا أنه أمتنع دون مبرر شرعي أو سند قانوني بالرغم من أنه ميسور، إذ أنه يعمل نقيباً بالقوات الجوية، ودخله الشهري يتعدى الـ 15 جنيهاً … ولما كانت الطالبة والدة للمعلن إليه فأنه يحق لها رفع الدعوى ………..،. فيما حددت المحكمة جلسة 26 مايو 1960 لنظر القضية، وقالت "الفجر" إن أصدقاء مبارك أقنعوه بأن يتصالح في الدعوى، فلا داعي لأن يقف أمام أمه في المحكمة فحتماً ستحكم لها المحكمة، خاصة أن ظروفها صعبة، وبالفعل تم التصالح على أن يدفع مبارك لوالدته مبلغاً يصل لـ 340 قرشاً شهرياً.
غزالة تمام
وإذا كان كشف القضية المرفوعة ضد مبارك جاء عبر الصحافة المصرية فإن تفاصيل عن الحياة الخاصة للرئيس الليبي السابق معمر القذافي قد انكشفت بواسطة الصحافة الإسرائيلية التي نشرت تقارير أم يهودية ليبية تدعى غزالة، تزوجها والد القذافي رغم اعتراض أسرتها على زواجه منها، وأن اسم الابن الأصلي طاهر، ولكنه غيّره بعد بلوغه سن الشباب ليصبح معمر القذافي.
وتم ترديد هذه المعلومات منذ عام مضى في برنامج ”العالم هذا الصباح” الذي تبثة القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي بناء على شهادات تتداول بين اليهود ذوي الأصول الليبية والذين هاجروا إلى إسرائيل وأوروبا.
وعاش اليهود في ليبيا منذ القرن الثالث، وغادر معظمهم في الأربعينات إلى اسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية. وكان عددهم عام 1967 يقارب خمسة آلاف في كل ليبيا، إلا أنهم بعد نكسة 5 حزيران/يونيو تعرضوا للتهجير، وصودرت املاكهم.
برنامج ”العالم هذا الصباح” استضاف سيدة يهودية إسرائيلية تُدعى “جيتا بوارون” تبلغ من العمر 78 عاماً وتقيم في مدينة نتانيا الواقعة على البحر الابيض المتوسط، تحدثت عن صلة قرابة تربطها وأسرة معمر القذافي من ناحية الأم.زعمت السيدة بقولها: "غزالة وعلى الرغم من زواجها من شاب مسلم، هو والد معمر القذافي إلا أنها حافظت على تعاليم ديانتها اليهودية وكانت تصوم في يوم الغفران".
والدة على عبد الله صالح
ولد الرئيس اليمنى السابق علي عبد الله صالح لأسرة فقيرة من قبيلة حاشد، وعانى من مشقة العيش بعد وفاة والده في سن مبكرة، وذلك "الجرح من تعقد ظروف الحياة، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، خصوصاً لأسرة فقدت ولي أمرها، توغل عميقاً في نفسه حتى بعدما أصبح رئيساً"حسبما قال نزير خضير العبادى مؤلف كتاب "على عبد الله صالح.. تجارب السياسة وفلسفة الحكم".
وبالرغم من تلاشى تأثير أم الرئيس اليمنى السابق فى حياته بسبب طبيعة المجتمع اليمنى القبلى الذى يمثل فيه شيخ القبيلة الرجل الأساس إلا أن أهل أمه ساعدوه كثيرا فى الوصول إلى ما آل عليه حاله قبل إنطلاق الثورة اليمنية ضد حكمه.
فبمجرد أن بلغ صالح السادسة عشرة من عمره –أي في عام 1958م– أخذ يترجم أحلامه فى أن يتلقى التعليم ويبتعد عن حياة الفقر الذى عانى منه الأمرين إلى واقع، فخاله (سعيد أحمد) ساعده بالسفر إلى العاصمة صنعاء، والالتحاق بالحياة العسكرية الذى تتدرج خلالها حتى أصبح رئيسا للجمهورية إلا أن حينها توقفت أحلام صالح إلا حلم الاستمرار فى السلطة والنفوذ الذى أنساه حياة الماضى السحيق، على حد وصف العبادى.
وبالرغم من فشل صالح فى تغيير أوضاع اليمن للأفضل إلا أنه نجح فى رد الجميل لأهل والدته سواء بتبوأهم مناصب عليا فى السلطة مثل ابن خاله عبدالخالق القاضي رئيس الخطوط الجوية اليمنية أو تمتعهم بنفوذ قريبهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق