السبت، 18 أغسطس 2012

كلمة الرئيس أوباما في حفل إفطار البيت الأبيض




الرئيس: شكرًا لكم جميعًا. (تصفيق). الرجاء، الرجاء الجلوس. طاب مساؤكم، جميعًا. ومرحبًا بكم في البيت الأبيض.
من بين جميع الحريات التي نعتز ونتمسك بها كأميركيين، ومن بين جميع الحقوق التي نعتبرها مقدسة، تأتي في مقدمتها الحرية الدينية، والحق في ممارسة العبادة التي نختارها لأنفسنا. وهي منصوص عليها في التعديل الأول من دستورنا - قانون البلاد، دائمًا وإلى الأبد. إنها تنبض في قلوبنا - في روح الذين يعرفون أن حريتنا ومساواتنا هي ما وهبنا إياها خالقنا. وهي حريات واكبت تاريخ هذا البيت، هذا المكان الذي يستطيع أن يتجمع فيه الأميركيون المنتمون إلى أديان متعددة والاحتفال بأقدس أيامهم – ومن بينها شهر رمضان المبارك.
وكما أشرت في السابق، لقد أقام توماس جيفرسون مرة عشاءً عند غروب الشمس، قبل أكثر من 200 سنة، تكريمًا للمبعوث التونسي آنذاك، ولربما كان ذلك أول إفطار جرى في البيت الأبيض. والبعض منكم، عند وصولكم إلى هنا في هذه الليلة قد يكون شاهد عرضنا الخاص، الذي نظمه أصدقاؤنا في مكتبة الكونغرس مشكورين- لنسخة القرآن الكريم الذي كان يملكه توماس جيفرسون. وما هذا سوى تذكير- هو وأجيال المسلمين الوطنيين في أميركا، بأن الإسلام – مثل العديد من العقائد المختلفة الأخرى - يشكل جزءًا من تاريخنا القومي.
نتشرف في هذا المساء، بانضمام أعضاء من السلك الدبلوماسي لدينا، وأعضاء من الكونغرس – من بينهم عضوان أميركيان مسلمان، كيث إليسون، وأندريه كارسون - فضلاً عن قادة من مختلف الوكالات والوزارات في حكومتي. وإليكم، أنتم الملايين من الأميركيين المسلمين في جميع أنحاء بلادنا، والأكثر من بليون مسلم في جميع أنحاء العالم، نقول لكم: رمضان كريم.
والآن، كل دين فريد من نوعه. ولكن خلال شهر رمضان المبارك، فإننا نرى التقاليد التي يتشاطرها العديد من الأديان: مؤمنون منخرطون في الصلاة والصوم، بإخلاص وخشوع لله عزّ وجل. وتجتمع العائلات سوية تحدوهم محبة بعضهم البعض. ويتواصل الجيران بروح من الرحمة والإحسان لخدمة أولئك الأقل حظًا منهم. ويجتمع الناس سوية من مختلف الأديان إدراكًا منهم لواجباتنا تجاه بعضنا البعض - في توفير السلام، والعدالة، والكرامة لجميع الناس - رجالا ونساء. وفي الواقع، أنتم تعرفون ما يعلمنا إياه القرآن، "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون."
وبالمناسبة، لقد رأينا ذلك في الأيام الأخيرة. فواقع الأمر، انه أُطلق على دورة الألعاب الأولمبية اسم "عام المرأة". (ضحك). وهنا في أميركا، نعتز للغاية بالفريق الأميركي الأولمبي- كل فرد منهم - ولكن علينا أن نشير إلى أن معظم أعضائه من النساء. وأيضًا، للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية، يضم كل فريق مشترك في الألعاب الأولمبية لاعبة رياضية أنثى. وأحد الأسباب هو أن كل بلد ذي أغلبية مسلمة أصبح يشمل الآن نساءً في فريقه الأولمبي أيضًا، وعلى نطاق أوسع - وإنه لأمر يستحق التصفيق. (تصفيق). نعم بكل تأكيد.
وعلى نطاق أوسع أيضًا، رأينا الشجاعة الاستثنائية للنساء المسلمات خلال أحداث الربيع العربي – النساء، إلى جانب الرجال تمامًا ينزلن إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن الأساسية، يسرن في مظاهرات في سبيل حريتهن، يكتبن في المدونات وعلى التويتر وينشرن أشرطة فيديو، بتصميم منهن على إسماع أصواتهن. وفي بعض الحالات، كن يواجهن الدبابات، ويتحدين الطلقات النارية بشجاعة، ويتحملن الاعتقالات والمعاملة السيئة التي تفوق الوصف. وأحيانًا، كن يقدمن حياتهن قربانًا للحرية التي يسعين في سبيلها - الحرية التي أسعدنا الحظ بأن نتمكن من التنعّم بها هنا في هذه الليلة.
ألهمت هذه النساء شقيقاتهن وبناتهن، ولكنهن ألهمن أيضًا أشقاءهن وأبناءهن. كما ألهمننا جميعًا. وحتى عندما نحن نرى النساء يدلين بأصواتهن سعيًا وراء تولي منصب رسمي من خلال تلك الانتخابات التاريخية- ندرك أن عملهن لم يكتمل بعد. فهن يدركن أن على أية ديمقراطية حقيقية أن تحافظ على حرية وحقوق جميع الناس وعلى حقوق جميع الأديان. نحن نعرف ذلك أيضًا، لأننا هنا في أميركا نثرى بهذا العدد الكبير من العقائد، وبالرجال والنساء – ومن بينهم النساء المسلمات الأميركيات.
إنهن صغار السن، مثل الطالبة التي كتبت لي رسالة حول معنى أن تنشأ كمسلم أو مسلمة في أميركا. إنها فتاة تدرس في الجامعة، تحلم بحياة مهنية في الشؤون الدولية للمساعدة في تعميق التفاهم بين الولايات المتحدة والبلدان الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وإن كان هنا أي عضو من أعضاء السلك الدبلوماسي، هل ثمة نصائح لها - (ضحك).
تقول في رسالتها إن "أميركا كانت دائمًا أرض الفرص المتاحة بالنسبة لي، وإنني أحب هذا البلد من كل قلبي". ولهذا يسعدنا أن تكون هالة بيغ بيننا هنا اليوم. (تصفيق).
إنهن قائدات في مجال الدين مثل سناء نديم، إحدى أوائل القيادات الدينية من النساء في جامعة أميركية – إنها صوت للحوار بين الأديان تسنت لها فرصة مقابلة البابا لمناقشة هذه المسائل. إننا نعتز جدًا بوجودك معنا هنا. (تصفيق).
وإنهن معلمات مثل عائشة مُهيَّا، المولودة في أفغانستان، والتي فرت مع عائلتها كلاجئين إلى أميركا، والآن، بصفتها معلمة لغة، فإنها تساعد في تعريف طلابها على ثقافات جديدة. وأيضًا يسرنا جدًا أن تكون معنا هنا. (تصفيق).
وإنهن رائدات أعمال، ومحاميات، وقادة مجتمعات أهلية، وأعضاء في قواتنا المسلحة، كما تخدم النساء الأميركيات المسلمات بامتياز في حكومتنا ومن بينهن صديقة جيدة لي، هي هوما عابدين، التي عملت بلا كلل - (تصفيق) - عملت بلا كلل في البيت الأبيض، وفي مجلس الشيوخ الأميركي، والأكثر إرهاقًا لدى وزارة الخارجية، حيث لم تكن أقل من شخصية استثنائية في تمثيل بلادنا والقيم الديمقراطية التي نعتز بها. كانت عضوة مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون تعتمد على خبرتها، كما أفعل أنا ذلك الآن.
يدين الشعب الأميركي لها بالاعتراف بالجميل - لأن هوما شخصية وطنية أميركية، وتشكل مثالا لما نحتاج إليه في هذا البلد – عدد أكبر من الموظفين الحكوميين يتمتعون بنفس شعورها بالكياسة، واللياقة، وكرم الروح. وهكذا، نيابة عن جميع الأميركيين، نتقدم بالشكر الجزيل لك. (تصفيق).
هذه هي وجوه الإسلام في أميركا. وإنهم ليسوا سوى عدد قليل من الأميركيين المسلمين الذين يعملون بجهد في تقوية بلادنا في كل يوم من الأيام. إنه ذلك التنوع الذي يجعل منا أميركيين، وإنها التعددية التي لن نفقدها أبدًا.
علينا في بعض الأحيان أن نعترف بأن هذه الروح مهددة. لقد شهدنا حالات استُهدفت فيها المساجد، والمعابد اليهودية، والكنائس، والمعابد الأخرى. وفي هذه الليلة، نتوجه بصلواتنا، على وجه الخصوص، إلى أصدقائنا وإخواننا الأميركيين في مجتمع طائفة السيخ. إننا نحزن على الذين قتلوا عبثًا والذين أصيبوا بجروح في مكان عبادتهم. وعلى الرغم من أننا قد لا نفهم تمامًا ما هي الدوافع لمثل هذه الكراهية، لمثل هذا العنف، يجب أن يعرف مرتكبو هذه الأعمال الشنيعة أن تفكيرهم الملتوي لا يتوافق مع الرحمة، والخير، والقوة التي تمثلها عائلتنا الأميركية المتحدة.
وهكذا، وفي هذه الليلة، نعلن بصوت واحد أن لا مكان لهذا العنف في الولايات المتحدة الأميركية. فالاعتداء على أميركيين ينتمون إلى أي دين هو اعتداء على حرية جميع الأميركيين. (تصفيق). يجب أن لا يخاف أبدًا أي أميركي على سلامته في مكان عبادته. ولكل أميركي الحق في ممارسة شعائر دينه علنًا، وبحرية، وحسب اختياره.
هذا ليس مجرد حق أميركي، بل إنه حق إنساني أساسي. وسوف نستمر في الدفاع عن حرية الدين هنا في الوطن وحول العالم. وسوف نستمد خلال قيامنا بذلك من قوة ونموذج مجتمعنا الأهلي المتعدد الأديان، بما في ذلك القادة الموجودون هنا هذه الليلة.
وهكذا، أود أن أتوجه بالشكر لكم جميعًا لتشريفكم لنا بحضوركم، وللنموذج الذي تقدمه لنا حياتكم، ولالتزامكم بالقيم التي تجعلنا " دولة واحدة، تحت رعاية الله، غير منقسمة، في ظل الحرية والعدالة للجميع." (تصفيق).
ليبارككم الله، وليبارك الولايات المتحدة الأميركية. (تصفيق).


Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2012/08/20120811134580.html#ixzz23uWRKUW5

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق