الحلقة الثالثة
في السادس من سبتمبر 1995 بعد نحو شهرين من محاولة أديس أبابا بالضبط زار حسني مبارك مدينة بورسعيد، حيث جري الحادث الذي تم تصويره بأنه كان محاولة اغتبال لمبارك.
كانت المدينة تعاني من حالة ركود اقتصادي فقرر مبارك زيارتها والمرور في أهم شارعين بها «سعد زغلول و23 يوليو» وتكون تدعيماً لرئاسته لفترة رابعة كان موعد الاستفتاء عليها يوم 26 سبتمبر، بعد 20 يوماً من الزيارة.
وطبقاً للإجراءات المتبعة لتأمين الزيارة قامت أجهزة الأمن قبل شهر سابق بحصر جميع المحلات وأسماء السكان بالمساكن التي سيمر عليها الرئيس والكشف عنهم سياسياً وجنائياً، والتحفظ علي من يجد الأمن ضرورة التحفظ عليه ودهان مبني المحافظة وتحديد خط سير موكب الرئيس ومسافته ستة كيلو مترات من مطار الجميل الذي ستصل إليه طائرة الرئيس إلي قاعة المؤتمرات حيث يلتقي بكبار مستقبليه من المسئولين والمواطنين وفي اليومين السابقين تم حظر وقوف أي سيارة في طريق الموكب.
كان أهالي بورسعيد يتجمعون بأعداد كبيرة علي جانبي الطريق وقد تمت إقامة حاجز من الحبال يمسك به جنود الأمن الذين تم اصطفافهم علي جانبي الطريق لمنع المواطنين من الاقتراب من موكب الرئيس وكان من بين الواقفين في استقباله المواطن «السيد حسين سليمان» وشهرته العربي وفي الساعة الثانية عشرة والثلث ظهراً وأمام مستشفي مبرة الأميرة فوزية ووسط زحام الأهالي وقع الحادث الذي حكي عنه رجل موثوق به تولي رئاسة الحرس الخاص لرئيس الجمهورية علي امتداد 16 عاماً من 1989 إلي 2004 وهو اللواء حامد شعراوي يقول اللواء شعراوي كان موكب مبارك يسير ببطء ومبارك يمد جسمه من الشباك لتحية الجماهير بينما كان شعراوي يجلس في المقعد الأمامي وكل تركيزه علي ما هو أمام السيارة والنظر في المرايا الجانبية ليتابع ما يجري علي الجانبين عندما ظهر «العربي» قادما من الخلف وراء السيارة وفي يده «برطمان» به ماء نار ألقي به علي السيارة فحرقت البوية فوراً ويقول شعراوي: «لمحته من المراية وهو يخرج مطواة وقد حاول إدخال يده لمبارك فعدت للخلف بجسمي وتلقيت ضربة المطواة في اصبع يدي قبل أن تدخل في صدر الرئيس ودفعت يده إلي الخارج وأغلقت زجاج السيارة من الداخل وطلبت من السائق أن يسرع وحينما حاول المهاجم الهروب أرداه الحرس قتيلا ويواصل شعراوي: كانت الدماء تنزف من إصبعي بغزارة ولكني انتبهت إلي الرئيس وقد اعتقدت أنه أصيب وسألته هل تشعر بأي ألم؟ فقال: لا فخلعت قميصه وفتشت في جسمه وأنا أقول له سيادتك اطمئن انت بخير والدم من صباعي أنا وأخرجت منديلاً وربطت اصبعي وطلبت عبر اللاسلكي طبيباً ليري الرئيس ووصلنا مبني المحافظة وجاء الطبيب واطمأن علي مبارك وطهر جرح اصبعي حتي عدنا إلي القاهرة وأجريت جراحة في يدي هذا ما رواه حامد شعراوي الحارس الخاص لمبارك.
وبجانب أن الذي يحكي الحادث رجل موثوق به كما أن رجال الأمن أكدوا أن العربي حاول طعن مبارك بمطواة إلا أن هناك من أهالي المدينة من ذكر أن كل الذي فعله العربي هو أنه نجح بالفعل في أن ينط الحبل بساق واحدة بينما تعلقت الساق الثانية بالحبل المشدودة وسقط علي الأرض وما إن رأت الحراسة المنظر حتي بادرت بإطلاق النار عليه فسقط علي التو ولم تكن في يده مطواة أو زجاجة «مية نار».
محاولة اغتياله عن طريق المجاري
لكن أهمية هذه الواقعة أنها كانت بداية مرحلة جديدة لتشديد عملية تأمين الرئيس، خاصة بعد أن تواكبت مع سلسلة أخري من محاولات الاغتيال كشفتها المخابرات وأجهزة الأمن.
في اعتراف لعضو مسئول بالجماعة الإسلامية رفض الكشف عن اسمه قالت صحيفة الأخبار عدد 17 مايو 2011 إن الجماعة نفذت 8 عمليات اغتيال لمبارك في الفترة من عام 91 حتي عام 1997، إلا أن جميعها تم كشفها وإبطالها قبل حدوثها بدقائق بمعرفة جهازي المخابرات وأمن الدولة وأكد مسئول الجماعة أن جميع المحاولات تمت بتخطيط وتنفيذ أعضاء الجماعة الإسلامية فقط ولم تشارك فيها دول أو منظمات أجنبية أو عربية وأنه بالإضافة إلي محاولات الاغتيال التي تمت في أديس أبابا وفرنسا ومطار سيدي براني، كانت هناك محاولات متعددة في محافظات البحيرة ومطروح وبورسعيد خلال زيارة مبارك لها، مشيراً إلي أن هناك عمليات أخري لم تكشف عنها أجهزة المخابرات حتي الآن وأضاف المصدر أن من أغرب المحاولات التي قامت بها الجماعة الإسلامية كانت محاولة اغتيال الرئيس السابق عبر أنفاق المجاري المؤدية إلي قصر العروبة الرئاسي، حيث تم إعداد خطة لاغتيال مبارك داخل قصره استغرق التخطيط لها شهرين من خلال قيام مجموعة من أعضاء الجماعة بالسير عبر أنفاق المجاري بداية من الشارع المؤدي إلي قصر الجمهورية وانتهاء بفتحة المجاري بحديقة القصر إلا أن المخابرات كشفت العملية وألقت القبض علي منفذيها لحظة خروجهم من فتحة المجاري داخل القصر.
في السادس من سبتمبر 1995 بعد نحو شهرين من محاولة أديس أبابا بالضبط زار حسني مبارك مدينة بورسعيد، حيث جري الحادث الذي تم تصويره بأنه كان محاولة اغتبال لمبارك.
كانت المدينة تعاني من حالة ركود اقتصادي فقرر مبارك زيارتها والمرور في أهم شارعين بها «سعد زغلول و23 يوليو» وتكون تدعيماً لرئاسته لفترة رابعة كان موعد الاستفتاء عليها يوم 26 سبتمبر، بعد 20 يوماً من الزيارة.
وطبقاً للإجراءات المتبعة لتأمين الزيارة قامت أجهزة الأمن قبل شهر سابق بحصر جميع المحلات وأسماء السكان بالمساكن التي سيمر عليها الرئيس والكشف عنهم سياسياً وجنائياً، والتحفظ علي من يجد الأمن ضرورة التحفظ عليه ودهان مبني المحافظة وتحديد خط سير موكب الرئيس ومسافته ستة كيلو مترات من مطار الجميل الذي ستصل إليه طائرة الرئيس إلي قاعة المؤتمرات حيث يلتقي بكبار مستقبليه من المسئولين والمواطنين وفي اليومين السابقين تم حظر وقوف أي سيارة في طريق الموكب.
كان أهالي بورسعيد يتجمعون بأعداد كبيرة علي جانبي الطريق وقد تمت إقامة حاجز من الحبال يمسك به جنود الأمن الذين تم اصطفافهم علي جانبي الطريق لمنع المواطنين من الاقتراب من موكب الرئيس وكان من بين الواقفين في استقباله المواطن «السيد حسين سليمان» وشهرته العربي وفي الساعة الثانية عشرة والثلث ظهراً وأمام مستشفي مبرة الأميرة فوزية ووسط زحام الأهالي وقع الحادث الذي حكي عنه رجل موثوق به تولي رئاسة الحرس الخاص لرئيس الجمهورية علي امتداد 16 عاماً من 1989 إلي 2004 وهو اللواء حامد شعراوي يقول اللواء شعراوي كان موكب مبارك يسير ببطء ومبارك يمد جسمه من الشباك لتحية الجماهير بينما كان شعراوي يجلس في المقعد الأمامي وكل تركيزه علي ما هو أمام السيارة والنظر في المرايا الجانبية ليتابع ما يجري علي الجانبين عندما ظهر «العربي» قادما من الخلف وراء السيارة وفي يده «برطمان» به ماء نار ألقي به علي السيارة فحرقت البوية فوراً ويقول شعراوي: «لمحته من المراية وهو يخرج مطواة وقد حاول إدخال يده لمبارك فعدت للخلف بجسمي وتلقيت ضربة المطواة في اصبع يدي قبل أن تدخل في صدر الرئيس ودفعت يده إلي الخارج وأغلقت زجاج السيارة من الداخل وطلبت من السائق أن يسرع وحينما حاول المهاجم الهروب أرداه الحرس قتيلا ويواصل شعراوي: كانت الدماء تنزف من إصبعي بغزارة ولكني انتبهت إلي الرئيس وقد اعتقدت أنه أصيب وسألته هل تشعر بأي ألم؟ فقال: لا فخلعت قميصه وفتشت في جسمه وأنا أقول له سيادتك اطمئن انت بخير والدم من صباعي أنا وأخرجت منديلاً وربطت اصبعي وطلبت عبر اللاسلكي طبيباً ليري الرئيس ووصلنا مبني المحافظة وجاء الطبيب واطمأن علي مبارك وطهر جرح اصبعي حتي عدنا إلي القاهرة وأجريت جراحة في يدي هذا ما رواه حامد شعراوي الحارس الخاص لمبارك.
وبجانب أن الذي يحكي الحادث رجل موثوق به كما أن رجال الأمن أكدوا أن العربي حاول طعن مبارك بمطواة إلا أن هناك من أهالي المدينة من ذكر أن كل الذي فعله العربي هو أنه نجح بالفعل في أن ينط الحبل بساق واحدة بينما تعلقت الساق الثانية بالحبل المشدودة وسقط علي الأرض وما إن رأت الحراسة المنظر حتي بادرت بإطلاق النار عليه فسقط علي التو ولم تكن في يده مطواة أو زجاجة «مية نار».
محاولة اغتياله عن طريق المجاري
لكن أهمية هذه الواقعة أنها كانت بداية مرحلة جديدة لتشديد عملية تأمين الرئيس، خاصة بعد أن تواكبت مع سلسلة أخري من محاولات الاغتيال كشفتها المخابرات وأجهزة الأمن.
في اعتراف لعضو مسئول بالجماعة الإسلامية رفض الكشف عن اسمه قالت صحيفة الأخبار عدد 17 مايو 2011 إن الجماعة نفذت 8 عمليات اغتيال لمبارك في الفترة من عام 91 حتي عام 1997، إلا أن جميعها تم كشفها وإبطالها قبل حدوثها بدقائق بمعرفة جهازي المخابرات وأمن الدولة وأكد مسئول الجماعة أن جميع المحاولات تمت بتخطيط وتنفيذ أعضاء الجماعة الإسلامية فقط ولم تشارك فيها دول أو منظمات أجنبية أو عربية وأنه بالإضافة إلي محاولات الاغتيال التي تمت في أديس أبابا وفرنسا ومطار سيدي براني، كانت هناك محاولات متعددة في محافظات البحيرة ومطروح وبورسعيد خلال زيارة مبارك لها، مشيراً إلي أن هناك عمليات أخري لم تكشف عنها أجهزة المخابرات حتي الآن وأضاف المصدر أن من أغرب المحاولات التي قامت بها الجماعة الإسلامية كانت محاولة اغتيال الرئيس السابق عبر أنفاق المجاري المؤدية إلي قصر العروبة الرئاسي، حيث تم إعداد خطة لاغتيال مبارك داخل قصره استغرق التخطيط لها شهرين من خلال قيام مجموعة من أعضاء الجماعة بالسير عبر أنفاق المجاري بداية من الشارع المؤدي إلي قصر الجمهورية وانتهاء بفتحة المجاري بحديقة القصر إلا أن المخابرات كشفت العملية وألقت القبض علي منفذيها لحظة خروجهم من فتحة المجاري داخل القصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق